التسممات المهنية الناجمة عن الرصاص ومركباته
المكتبة الإلكترونية
التسممات المهنية الناجمة عن الرصاص ومركباته
سنة الإصدار: 2009

يتعرض الكثير من العمال لمستويات متفاوتة من الرصاص ومركباته في مواقع العمل المختلفة، كما يتعرض معظم الناس في حياتهم العادية لمستويات منخفضة من الرصاص جراء التلوث البيئي والاستخدامات الموروثة لهذا المعدن .

عرف معدن الرصاص منذ القرن الثاني قبل الميلاد كأحد السموم البيئية والمهنية، وتركز الاهتمام منذ الستينيات، على تحديد تأثيراته السامة الصحية والبيئية، فدرست التأثيرات العكسية للرصاص على نحو مفصل وواسع وعلى مدى سنوات طويلة، وبالرغم من ذلك لا يزال هناك جدل قوي، حول هذا المعدن وتأثيراته السامة وحدود التعرض المقبولة.

يتعرض الكثير من العمال لمستويات متفاوتة من الرصاص ومركباته في مواقع العمل المختلفة، كما يتعرض معظم الناس في حياتهم العادية لمستويات منخفضة من الرصاص جراء التلوث البيئي والاستخدامات الموروثة لهذا المعدن (كمادة مضافة للبنزين، في الطلاء المنزلي، شبكات مياه الشرب، لحام المعلبات، الطب الشعبي... وغيرها) مما جعله مشكلة خطيرة، تتهدد مختلف فئات المجتمع وخاصة عمال الصناعات المعتمدة على الرصاص في البلدان النامية، كما يشكل تعرض الأطفال للرصاص في مرحلة حرجة من نموهم مشكلة صحية هامة.

إن عدم إدراك المخاطر الناجمة عن هذا التعرض دفعنا للتوجه إلى قرائنا الأعزاء واضعين بين أيديهم هذا الكتيب حول (التسممات المهنية الناجمة عن الرصاص ومركباته) للإجابة عن كثير من الأسئلة التي تجول في ذهن المهتمين، حول ماهية معدن الرصاص وأهم مركباته وأماكن وجوده ودواعي استخداماته، ومصادر التعرض المهنية والبيئية، وتأثيراته الضارة على جسم الإنسان، من خلال تسليط الضوء على دورة حياة هذا المعدن السام في جسم الإنسان (دخولة - امتصاصه - توزعه - اطراحه) وتأثيراته السمية على وظائف أجهزة الجسم المختلفة. إضافة إلى التعريف بمؤشرات التعرض والتأثير وطرق معالجة حالات التسمم به، كما تم تضمين هذا الكتيب ملحقاً يلخص النتائج الوبائية للدراسات الاستباقية التي أجريت عن خطر الإصابة بالسرطان بين المجموعات المهنية المعرضة للرصاص ومركباته.